ذهب
ع يوجد في الطبيعة على

لمعانٍ أخرى، انظر ذهب (توضيح).
الذهب عنصر كيميائي رمزه Au وعدده الذرّي 79؛[1][2][3] وهو بذلك أحد اهلااصر القليلة ذات العدد الذرّي المرتفع والمتوفّرة طبيعياً في نفس الوقت. يوجد في الطبيعة على شكل فلز ذي لون أصفرٍ مائل إلى الحمرة، وكثافته مرتفعة، وهو قابل للسحب وللطرق. يصنّف الذهب كيميائياً منالفلزّات الانتقالية وضمن عناصر المجموعة الحادية عشرةفي الجدول الدوري؛ وهو يصنّف أيضاً ضمن الفلزّات النبيلة، فهو لا يتأثّر بأغلب الأحماض الشائعة، إلّا في الماء الملكي، وهو مزيجٌ من حمض النتريك وحمض الهيدروكلوريك.
زئبق → ذهب ← بلاتينAg
↑
Au
↓
Rg























































































































79Au
المظهرأصفر ذهبي
الخواص العامةالاسم، العدد، الرمزذهب، 79، Auتصنيف اهلاصرفلز انتقاليالمجموعة، الدورة، المستوى الفرعي11، 6، dالكتلة الذرية196.966569 غ·مول−1توزيع إلكترونيXe]; 4f14 5d10 6s1]توزيع الإلكترونات لكل غلاف تكافؤ2, 8, 18, 32, 18, 1 (صورة)الخواص الفيزيائيةالطورصلبالكثافة (عند درجة حرارة الغرفة)19.30 غ·سم−3كثافة السائل عند نقطة الانصهار17.31 غ·سم−3نقطة الانصهار1337.33 ك، 1064.18 °س، 1947.52 °فنقطة الغليان3129 ك، 2856 °س، 5173 °فحرارة الانصهار12.55 كيلوجول·مول−1حرارة التبخر324 كيلوجول·مول−1السعة الحرارية (عند 25 °س)25.418 جول·مول−1·كلفن−1ضغط البخارض (باسكال)1101001 كيلو10 كيلو100 كيلوعند د.ح. (كلفن)164618142021228126203078الخواص الذريةأرقام الأكسدة-1, 1, 2, 3, 4, 5
(أكسيد مذبذب)الكهرسلبية2.54 (مقياس باولنغ)طاقات التأينالأول: 890.1كيلوجول·مول−1الثاني: 1980 كيلوجول·مول−1نصف قطر ذري144 بيكومترنصف قطر تساهمي6±136 بيكومترنصف قطر فان دير فالس166 بيكومترخواص أخرىالبنية البلوريةمكعب مركزي الوجهالمغناطيسيةمغناطيسية معاكسةمقاومة كهربائية22.14 نانوأوم·متر (20 °س)الناقلية الحرارية318 واط·متر−1·كلفن−1(300 كلفن)التمدد الحراري14.2 ميكرومتر·متر−1·كلفن−1 (25 °س)سرعة الصوت (سلك رفيع)(درجة حرارة الغرفة) 2030 متر·ثانية−1مقاومة الشد120 ميغاباسكالمعامل يونغ79 غيغاباسكالمعامل القص27 غيغاباسكالمعامل الحجم180 غيغاباسكالنسبة بواسون0.44صلادة موس2.5صلادة فيكرز216 ميغاباسكالصلادة برينل25 HB ميغاباسكالرقم الكاس7440-57-5النظائر الأكثر ثباتاًالمقالة الرئيسية: نظائر الذهبالنظائرالوفرة الطبيعيةعمر النصفنمط الاضمحلالطاقة الاضمحلالMeVناتج الاضمحلال195Auمصطنع186.10 يومε0.227195Pt196Auمصطنع6.183 يومε1.506196Ptβ−0.686196Hg197Au100%197Au هو نظير مستقر وله 118 نيوترون198Auمصطنع2.69517 يومβ−1.372198Hg199Auمصطنع3.169 يومβ−0.453199Hg
عنت
يوجد الذهب في مكامنه على شكله اهلاصري الحرّ، أحياناً على شكل قطع أو حبيبات داخل الصخور، أو على شكلعروق في باطن الأرض، أو في الطمي في قاع الأنهار. على العموم فالذهب فلزٌّ نادرٌ نسبياً؛[4][5] وهو يوجد أحياناً على هيئة محلول جامد مع فلزّ الفضة في سبيكة الإلكتروم؛ كما يشكّل سبائك طبيعية مع النحاس والبالاديوم؛ بالإضافة إلى تشكيله ملغمةً مع الزئبق.
الذهب فلزٌّ نفيس استخدم في سكّ العملات وفي صناعةالحلي، بالإضافة إلى الأعمال الفنّية للعديد من الشعوب والحضارات والدول على مرّ الزمان. يلعب الذهب دوراً مهمّاً في الأداء الاقتصادي العالمي، لذلك يكون لغطاء واحتياطي الذهب تأثيرٌ على السياسات النقدية في دول العالم. يوجد إجمالياً حوالي 186,7000 طنٍّ من الذهب في العالم وفق بيانات سنة 2015؛[6] وتتصدّر الصين الإنتاج العالميبحوالي 450 طنٍّ سنوياً.[7] يتوزّع الاستهلاك العالمي من الذهب المنتج حديثاً وفق ما يلي: حوالي 500% في صناعة الحليّ، و40% في الاستثمارات وحوالي 100% في الصناعة.[8] نظراً للخواص المميّزة التي يتمتّع بها الذهب من حيث قابلية السحب والطرق والناقلية الكهربائية ومقاومة التآكل، فإنّ للذهب أهمّية صناعية تطبيقية، خاصّة في المجالات الإلكترونية.
التاريخعدل
عثر الإنسان القديم على الذهب في الطبيعة واقتناه لما له من خواصٍ مميّزة من لمعان وسهولة في المعالجة وعدم الاهتراء والتآكل، إضافة إلى ندرته وثقل وزنه وقدرته على تشكيل السبائك؛ كلّ تلك العوامل رفعت قيمة الذهب بمرور الوقت.
يعود استخدام الذهب لأغراض الزينة إلى العصور القديمة الضاربة في التاريخ؛ ففي ثمانينات القرن العشرين عثر في منطقة بلاد الشام على مشغولات ذهبية في مقبرة كهفية تعود إلى العصر النحاسي.[9] عثر كذلك على حوالي 3000قطعة أثرية ذهبية على هيئة مرفقات جنائزية تعود إلى ذلك العصر (حوالي الألفية الرابعة قبل الميلاد) في مقبرة بالقرب من فارنا نيكروبولس في بلغاريا،[10] وهي بذلك أقدم موجودات ذهبية في القارة الأوروبية؛[11] كما عثر على حوالي 70000 قطعة أثرية ذهبية في المنطقة المحيطةبالبحر الأسود يعود تاريخها إلى فترة حضارة مايكوب في العصر النحاسي أيضاً.[12] أمّا المشغولات الذهبية القديمة الأخرى التي عثر عليها في أوروبا الوسطى مثل القبّعات الذهبية أو قرص نيبرا السماوي، وكذلك الموجودات العائدة إلى فترة حضارة القدور الجرسية مثل الأقراط الذهبية في قبر نبّال أيمزبوري فتعود إلى العصر البرونزي (حوالي الألفية الثانية قبل الميلاد).

قناع توت عنخ آمون الذهبي معروضاً في المتحف المصري في القاهرة.
رسمت أقدم خارطة معروفة لمناجم الذهب في مصر القديمة في عهد الأسرة المصرية التاسعة عشرة (بين 1320 - 12000 قبل الميلاد)؛ في حين أنّ أقدم مرجع مكتوب يشير إلى مكامن الذهب فكان قد سجّل في عهد الأسرة المصرية الثانية عشرة (حوالي 1900 قبل الميلاد).[13] كان الذهب متوفّراً في مصر القديمة، إذ دوِّنَ بالهيروغليفية المصريةفي منحوتات تعود إلى سنة 26000 قبل الميلاد وصْفَ الملكتوشراتا، ملك ميتاني، والذي ادّعى فيه أنّ "الذهب في مصر أكثر من الغبار".[14] انتشرت مناجم الذهب في مصر القديمة،[ْ 1] وخاصّة في النوبة،[15] ففي خريطة مرسومة في بردية تورين يوجد رسم لمخطّط منجم ذهب في النوبة مع وصف لطبيعة الأرض الجيولوجية المحلّية هناك. ورد ذكر الذهب أيضاً في رسائل تل العمارنة، وخاصّة في الرسالتين 19 (الحبّ والذهب)؛[16] و26 (إلى الملكة الأمّ: بعض التماثيل الذهبية المفقودة).[17] والتي تعود إلى حوالي القرن الرابع عشر قبل الميلاد.[18][19] أطلق على الذهب في مصر القديمة اسم "نبو"؛[ْ 2] وكان الاسم الذهبي (أو اسم حورس الذهبي) هو أحد الألقاب الخمسة التي كان يتقلّدها فرعون مصر ابتداءً من الأسرة الثالثة. عُثر على كمّيات كبيرة من الذهب أثناء التنقيب عن الآثار المصرية، وخاصّة مجموعة آثار الملك «توت عنخ آمون» وحليّ مقابر«تانيس» ومقبرة «سبتاح» وغيرها.[ْ 3]
عبر التاريخ كانت تيجان الملوك أكثر ما تصنع من الذهب، كما استخدم بشكل كبير في صنع الحليّ مثل القلائد والأطواق وغيرها. وصف إسطرابون وديودور الصقلّيالأساليب البدائية التي استخدمت قديماً في تعدين الذهب، ومن بينها إشعال النيران. كما كان الناس في العالم القديم يستخدمون وسائل مختلفة للحصول على الذهب في المكائث، ومن بينها استخدام جدائل الصوف، وربّما لذلك انتشرت أسطورة بحارة الأرجو والصوف الذهبي. يعود استغلال الذهب كوحدة نقد إلى منطقة جنوب شرق البحر الأسود، وذلك وفق الروايات بشكل مرتبط مع زمن ميداس، وكان الذهب مهمّاً جدّاً في سكّ النقد لأوّل مرّة في ليدياحوالي سنة 610 قبل الميلاد.[20] وفي نفس الفترة التاريخية أطلقت دويلة تشو عملة ينغ يوان Ying Yuan، وهي نقود ذهبية مربّعة الشكل.

قناع أغاميمنون الذهبي، والذي يعود إلى حوالي 15000 سنة قبل الميلاد معروضاً في متحف الآثار الوطني في أثينا.
جرى تطوير طرق جديدة لتعدين الذهب على نطاق واسع في روما القديمة اعتماداً على التعدين الهيدرولي في عدّة مناطق مثل ترانسيلفانيا وداقية وبريطانيا الرومانيةبالإضافة إلى هسبانيا وخاصّة في منجم لاس مدولاس، الذي يعدّ من أشهر مناجم الذهب في عهد الإمبراطورية الرومانية. وصف بلينيوس الأكبر الكثير من الطرق المستخدمة آنذاك في موسوعته المعروفة باسم التاريخ الطبيعي، والتي كتبها حوالي نهاية القرن الأوّل الميلادي.
كان أحد الأهداف الأساسية للخيميائيين في العصور الوسطى هو تحويل المعادن والفلزّات رخيصة الثمن مثل الرصاص إلى ذهب، وذلك من خلال التآثر مع مادّة حجر الفلاسفة الأسطورية. على الرغم من عدم نجاحهم في محاولاتهم، إلّا أنّ تراكم تلك الجهود أدّى إلى ازدياد المعارف بعلم المواد وإلى تطوير علم الكيمياء بشكله الحالي. ويعود الفضل إلى العالم جابر بن حيان في اكتشاف تركيبة الماء الملكي (أو التيزاب) والذي بمقدوره أن يحلّ الذهب، وعُرف المحلول الناتج باسم ماء الذهب.[ْ 4] كانت النفطة المطوّقة (نقطة محاطة بدائرة ☉) رمز الذهب عند الخيميائيين؛ والتي استعملت لاحقاً كرمز للشمس. أثناء قيامه برحلة الحج إلى مكّة سنة 1324 أقدم منسا موسى ملك مالي على زيارة القاهرة برفقة قافلة من الإبل محمّلة بآلاف الأرطال من الذهب.[ْ 5][ْ 6] أدّى منح الهدايا والعطايا إلى تخفيض سعر الذهب في مصر بشكل ملحوظ حتى بعد مضيّ فترةٍ من الزمن؛ وهذا ما وصفه شهاب الدين أحمد بن فضل الله العمري، والذي زار مصر بعد ذلك بسنوات.[21]
اعتبر شعب الآزتك أنّ الذهب ذا منشأٍ إلهي، (حتى أنّهم أسموه حرفياً "براز الآلهة" teocuitlatl في لغة ناواتل. وكان لصيت انتشار الذهب في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية من أحد العوامل الذي دفع الأوروبيين لاكتشافالعالم الجديد، وخاصّة مع الشائعات والأساطير التي وصفت ظهور الأمريكيين الأصليين بحليّ ذهبية وفيرة، ووجود مدنٍ كاملةٍ من الذهب ("إل دورادو"). ينسب إلى كريستوفر كولومبوس القول أنّ الذين يمتلكون بعضاً من الذهب فلديهم شيئاً ذا قيمةٍ عظيمةٍ على الأرض، كما أنّ لديهم وسيلةً تساعد الأرواح في الوصول إلى الجنّة.[22] بعد مقتلمونتيزوما، حاكم تينوتشتيتلان، نقل الغزاة الإسبان أغلب الذهب على متن سفن الغليون إلى إسبانيا.[23]
في أواخر القرن التاسع عشر تسببت حمّى الكشف عن الذهب في منطقة ويتووترسراند في استيطان المنطقة، ممّا أدّى في النهاية إلى تأسيس مدينة جوهانسبرغ عاصمة جنوب أفريقيا الحالية. ارتبط اندلاع حرب البوير الثانية بينالإمبراطورية البريطانية والبويريين الأفريقان ولو بشكلٍ جزئيٍّ بالذهب، وذلك بسبب النزاع حول حقوق عمال المناجم وتقاسم حصص ثروة الذهب في جنوب أفريقيا. ظهرت حمى الكشف عن الذهب أيضاً في أواخر القرن التاسع عشر في الولايات المتّحدة الأمريكية، ومن أشهرها حمّى ذهب كاليفورنيا وحمّى ذهب كلوندايك. كان أوّل اكتشاف موثّق للذهب في الولايات المتّحدة في منجمReed Gold Mine في ولاية كارولاينا الشمالية سنة 1803؛[24] أمّا أوّل اكتشاف لكمّيات كبيرة للذهب في الولايات المتحدة فكان في منطقة داهلونغا في ولايةجورجيا.[25]
عادةً ما تنتشر الشائعات بخصوص العثور على الكنوز الذهبية بعد حدوث المعارك أو الكوارث، كما هو الحال في قصة الذهب المخبّأ الذي غرق مع سفينة التيتانيك؛ أو قوافل تهريب ذهب النازية أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية.